حققت المملكة العربية السعودية إنجازا تاريخيا بنجاح نشر أول بطارية صواريخ من نظام الدفاع الصاروخي الجوي للارتفاعات العالية الطرفية (ثاد)، في خطوة تمثل لحظة محورية للاستقرار الإقليمي وتعزز مكانة المملكة كحليف استراتيجي رئيس للولايات المتحدة.
وصلت البطارية إلى الجاهزية التشغيلية الكاملة في أوائل تموز/يوليو الفائت، وذلك عقب إطلاق احتفالي في معهد قوات الدفاع الجوي في جدة، محققة ثمرة سنوات من التعاون الثنائي، ومجسدة التزام المملكة بتحديث قواتها العسكرية لمواجهة التهديدات المتطورة.
ويُعد نظام ثاد من أحدث تقنيات الدفاع الصاروخي المتطورة على نطاق واسع.
صُمم النظام لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة والمتوسطة-البعيدة المدى خلال مرحلتها النهائية من الطيران، سواء داخل الغلاف الجوي للأرض أو على مشارفه الخارجية.
على خلاف القاذفات الاعتراضية التقليدية، يستخدم النظام تقنية ’الضرب القاتل‘ (الاصطدام المباشر) المتقدمة، والتي تعمل على تحييد الصواريخ المهاجمة عبر الاصطدام بها مباشرة بدلًا من استخدام الرؤوس الحربية المتفجرة، مما يقلل من خطر التفجير العرضي أو تفجير الرؤوس النووية أثناء الاعتراض.
تدمج هذه المنصة الدفاعية المتقدمة أنظمة الإطلاق المتنقلة وصواريخ الاعتراض، إضافة إلى مكونات التحكم في النيران والاتصالات.
وهي مجهزة أيضا بنظام رادار متقدم من طراز إيه إن/تي بي واي-2 العامل على نطاق التردد X، والذي يوفر قدرات كشف وتتبع عالية الدقة وبعيدة المدى، وهو أمر أساسي لتمييز التهديدات الحقيقية عن الأجسام غير المهددة، مثل الحطام أو الطُعم.
تحالف دائم
يعكس النشر الناجح عمق التعاون الدفاعي بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والذي يعود بأصوله إلى عام 1945 مع بناء مطار الظهران، والذي أصبح الآن قاعدة الملك عبد العزيز الجوية.
وتأتي مبادرة نظام ثاد الحالية استنادا إلى اتفاقية دفاعية عام 2017، التزمت بموجبها المملكة العربية السعودية بالحصول على سبع بطاريات من نظام ثاد كجزء من برنامجها الأوسع لتحديث قواتها المسلحة.
وقبل النشر، خضع النظام لاختبارات مكثفة وتقييم شامل وتدريبات ميدانية لضمان تحقيق أفضل معايير الأداء.
أكمل جنود سعوديون دورات تدريبية متخصصة في فورت بليس بولاية تكساس، وهي نفس القاعدة العسكرية الأميركية التي تم فيها تفعيل أول بطارية من نظام ثاد/ ما أهلهم لتشغيل وصيانة النظام الدفاعي المتقدم بفعالية.
ويعزز نشر نظام ثاد بشكل كبير الموقف الدفاعي للمملكة العربية السعودية من خلال قدراته على اعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، وحماية البنية التحتية الحيوية والمراكز السكانية والأصول الاستراتيجية مع تعزيز بنية الأمن الإقليمي الأوسع.
ويؤكد هذا الإنجاز التزام المملكة العربية السعودية الثابت بتعزيز الاستقرار الإقليمي من خلال الشراكة المستدامة مع الولايات المتحدة، ما يضع كلا البلدين في وضع يسمح لهما بمواجهة التحديات الأمنية الناشئة في بيئة تهديد معقدة بشكل متزايد.